هل الزواج يقتل الحب الذي سبقه ؟!!!!!
وهل الإحتكاك اليومي يعلن انتحار المشاعر الودية بين الرجل والمرأة ؟!!!!!
كثيرا ما يتسبب هذا الشعور في الكثير من المشاكل الزوجية ..
فأغلب مشاكل البيوت تنطلق من فكرة نسيان الحب او فتوره بين الزوجين .....
الزواج لا يقتل الحب، بل لعله يزيده عمقاً وأصالة، كل ما في الأمر أنَّ الحب لا يعود بحاجةٍ إلى التعبير عن نفسه ما دام الزواج يشهد بوجوده ويحميه، لكن من الناس من لا يشعر بذاته وبعواطفه فيظل بحاجةٍ إلى أن نقول له أننا نحبه، و أن نكرر ذلك في كل حين وإلاَّ شعر بالألم والتعاسة، وهذا شأن المرأة والرجل أيضاً.
وفي الحياة المشتركة يجد الحب أشكالاً جديدة يعبِّر بها عن وجوده ويؤكد بها أصالته وعمقه، وبالتالي تصبح عبارات الحب بلا فائدة ولا جدوى، فالأعمال والمواقف فيها الكفاية، بل إنَّها هي وحدها التي تثبت وجود الحب وتعبر عنه حقاً. والواقع أنَّ الحب تعبر عنه محاولات الزوجة الجادة لتحقيق مزيد من التفاهم والانسجام، وكذا الرغبة المشتركة في إنجاب طفل, وآمالهما المشتركة، كل هذا صحيح في حد ذاته، لكنه لا يحول دون إحساس المرأة بالألم ما دام الزوج لا يعبِّر لها عن حبه ولا يبدي نحوها مزيداً من الرقة واللطافة، وكثيراً ما تلحظ المرأة أنَّ إقبالها على الزوج وزيادة رقَّتها تجاهه، كثيراً ما تزيده توتراً، فبعض النساء يشعرن بأنَّهن كلما أبدينَ مزيداً من الرقة واللطف شعرن بابتعاد أزواجهن عنهن.
ولا يستطيع الزوجان في الحقيقة أن يتجنبا لحظات الفتور التي تنتاب حياتهما من حين لآخر، وخيرٌ لهما أن يعترفا بالواقع وأن يواجهاه في هدوء وشجاعة، وهما واثقان بأن السُحب لا تلبث أن تزول، فتوتر أحدهما وغضبه ليس حتماً أن يكون تابعاً لهدوء الآخر وابتسامته، بل قد يزداد التوتر كلما بالغ الآخر في اصطناع الهدوء والمرح الزائف. عادة المحبان أنَّهما يتباهيان بأنَّهما وحدة متكاملة لا فرق بينهما ولا تكليف، وهذا خطأ، فمهما كانت الروابط بينهما قوية وثيقة، ومهما كان الانسجام بينهما كاملاً فسوف تظل لكل منهما ذاته ومزاجه وميوله وقدراته وطباعه وأفكاره، ومن هنا لابد من وجود الكلفة بينهما حتى يتجنبا الصدمة حين يكتشفان أنَّهما غير متفقين في كل شيء بعكس ما كانا يتوهمان.
ثم إنَّ كلاً منهما قد يخشى على حريته من طغيان الحب، إنَّ طغيان الحب يخيف أحياناً. إنَّ عبارة "قل لي أنَّك تحبني" قد تعني "قل لي أنَّك تحبني ما دمت بالفعل تحبني.. قل لي أنَّك فعلاً تحبني بصرف النظر عن حقيقة عواطفك نحوي". إنَّ رد الفعل التلقائي قد يكون الصمت أو إجابة قصيرة مثل "طبعاً أحبك كما تعلمين" والحقيقة أنَّ الحب لا يقتله الزواج، وتكفي التصرفات والأفعال للدلالة على الحب وقوته. وليست المرأة وحدها هي التي تود أن يعبِّر لها زوجها عن حبه، فالرجل أيضاً يستبد به نفس الإحساس...
والحقيقة أنَّ الحب لا يقتله الزواج إنَّما يتم التعبير عنه بأشياء أخرى تلحظها وتشعر بها المرأة الذكية، ويدركه ويلمس حرارته الزوج النبيه، وكلٌ يعبِّر عن حبه بأسلوب أو بآخر.
إنَّ الزواج ليس تنفيساً عن ميل بدني فقط! إنَّه شركة مادية وأدبية واجتماعية تتطلب مؤهلات شتى، وإلى أن يتم استكمال هذه المؤهلات وضع الإسلام أسس حياةٍ تكفل الطهر والأدب للفتيان والفتيات على سواء.
هناك معالم ثلاثة ينبغي أن تتوفر في البيت المسلم، أو أن تظهر في كيانه المعنوي ليؤدي رسالته ويحقق وظيفته، هذه الثلاثة هي: السكينة والمودة والرحمة..
فلا بد من تجديد اواصر المودة بين الزوجين لانها عرضة لإنتهاء الصلاحية مع مرور الوقت ..
كما لا بد من التركيز على الأفعال قبل الاقوال فهي وحدها تظل تملك التعبير الحقيقي عما بالنفس ...